محمد شركي/ وجدة البوابة : وجدة 14 دجنبر 2011، في تعليق على مقالي السابق المتعلق بإبغاض بعض وسائل الإعلام رئيس الحكومة الجديد عبد الإله بنكيران لعلاقة بالإسلام ، كتب أحدهم يقول :” على رسلك يا شركي ، لا تحاول استباق الزمن ، فكم من حاكم في تاريخنا ارتكب الظلم باسم الإسلام . ولقد بدأت بوادر توزيع المناصب على أبناء حزب العدالة والتنمية تلوح في الأفق ، وانتظر إني معك من المنتظرين ” ن تسبق الزمن فكم مكنفكم. وأنا أقول للمعلق الفاضل السيد سفيان لا أحتاج للانتظار معك ،لأنني لم أدخل معك في رهان أو سباق ، ولم أدع تزكية أحد من حزب العدالة والتنمية ، ولا تأييده ، ولا إدانته . ومع أن تعليقك لم يتناول مضمون مقالي الذي هو استنكار التعريض السابق لأوانه بالسيد بنكيران قبل ممارسته لعمله ، لأنك علقت وفق خلفيتك ، وحاولت أن تجد لمقالي خلفية مقابلة لخلفيتك لتبرير تعليقك ، فإنني أطمئنك أولا بأنني لست من حزب العدالة والتنمية ، ولا من حزب آخر غيره ، ولا أنا ضده ، ولا أنا معه ، ولا أنا من جماعة دينية من الجماعات المعروفة في الساحة الوطنية أو العالمية ، وانتمائي الوحيد هو أنني مسلم مع جماعة المسلمين الكبرى في كل العالم ، وهي الجماعة التي تعتمد الكتاب والسنة كمرجعين ، ولا تلبسهما بطائفية ، وأنني مغربي مع كل المغاربة بغض الطرف عن انتماءاتهم . ولقد احتارت من قبل أجهزة المخابرات في انتمائي ،لأنها عندما تعاين مشاركتي في نشاط له علاقة بالإسلام أو قضايا الأمة خصوصا القضية الفلسطينية ، تحاول تصنيفي في خانة من الخانات الجاهزة عندها ، تماما كما حصل يوم تقدمت بطلب رخصة حمل سلاح للقنص، فمنعت من ذلك ، فلما بحثت في الأمر ، وجدت أن المخابرات أو غيرها مما يسد مسدها تصنفني ضمن جماعة العدل والإحسان ، مع أنني لم أجلس حتى مجرد الجلوس ، ولم أحضر ولو مرة واحدة مع هذه الجماعة ، وكل ما في الأمر أنني كنت أحضر أحيانا المسيرات المؤيدة للقضية الفلسطينية التي كان يخرج فيها كل المغاربة بكل طوائفهم الدينية والسياسية ، وأن صاحب لحية . ولما علمت أن المخابرات ، أو غيرها من شهود الزور تصنفني هذا التصنيف الكاذب قلت لموظف رخص حمل السلاح في الولاية : ” طز على مخابرات تمدكم بمعلومات مغلوطة لتسهل عملها المغشوش ، فأنا ابن حارس غابة رحمة الله عليه ،إليه يرجع الفضل في حماية الطرائد ،التي من حقي أن أستفيد منها ككل المغاربة ، وليس قبل كل المغاربة ” وما زلت أنتظر زمن العدل لمقاضاة من كذب علي وصنفني تصنيفا كاذبا لحرماني من حق من حقوقي ، كما فعل في قضايا سماها الإنصاف والمصالحة . وما زال إنصافي غائبا ، وما زالت المصالحة بيني وبين من ظلمني أمرا غائبا . فما عليك أيها المعلق إلا الاطمئنان فلست مؤيدا لأحد ضد أحد في مجال الصراع السياسي والحزبي . وأنا أفرق بين الإسلام وبين منتسب للإسلام مهما كان . فالإسلام لا يمكن أن يتهم أو يدان عندما يرتكب المنتسب له خطأ كما استشهدت أنت بحكام ظلموا باسمه، وسجل التاريخ ظلمهم. إن الإسلام شعاره : (( لا تزر وازرة وزر أخرى )) ، و((من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره )) ، إنه ميزان الذر الدقيق فاطمئن يا سيد سفيان ، وما ربك بظلام للعبيد . والملاحظ في تعليقك أنك أشرت إلى الذين استغلوا الإسلام من الحكام وظلموا باسمه ، ولم تنتبه إلى أن غيرهم أيضا استغل غيره من العقائد الضالة المضلة بمقياس الإسلام ، وارتكب الفظائع باسمها . ألم يسود ظلم الشيوعية والاشتراكية والامبريالية والصهيونية وغيرها صفحات التاريخ البشري ؟ فلماذا نذكر فقد ظلم المحسوبين على الإسلام ، ونتنكب الحديث عن ظلم غيرهم وهم كثير ؟ أم أنك ترى ظلم غير المنتسبين للإسلام أمرا طبيعيا ، ومفروغا منه باعتبار ضلال عقائدهم بميزان الإسلام ؟ وإذا كانت بوادر توزيع المناصب قد بدأت تلوح عند حزب العدالة والتنمية كما جاء في تعليقك ، فلقد كانت أمرا واقعا عند أحزاب ما يسمى الكتلة التي أسندت المناصب إلى أتباعها على عينك يا ابن عدي كما يقول المغاربة . وإذا ما حذا حزب العدالة والتنمية حذو أحزاب الكتلة التي صار أفراد العائلة الواحدة منهم يسيطرون على مجموعة من المناصب بشكل فاضح ، حتى صاروا مادة خصبة للرسوم الكاريكاتورية اليومية على صفحات الجرائد الوطنية ، فلن نستغرب ذلك من غيرها ،لأن حزب العدالة والتنمية حزب ككل الأحزاب . ولكن الذي لا مبرر له هو أن نحاسب الإسلام بجرائر من ينتسب إليه من أجل تشويهه أو تنفير الناس منه ، أو الحكم على أنه لا يساير عصرنا الذي نريد أن نجعل منه عصرا متنطعا ، و فوق العصور مع أنه ربما كان أشد العصور انحطاطا بميزان الإسلام . فإذا ما أحسن حزب العدالة والتنمية التدبير فلنفسه ، وإذا أساء فعليها ، ولا يتحمل الإسلام مسؤولية ما قد يقع منه من أخطاء . وإذا كان المعلق قد طلب مني الانتظار معه ، فإنه لم يعمل به، لأنه سارع إلى إدانة حزب ما زال لم يتسلم السلطة ،لهذا كان من الحكمة أن ينتظر حتى يتمكن من البينة التي يطالب بها المدعي ، أما اليمين فلم يعد أحد يطالب بها المنكر ،لأنها لم تعد في زماننا يمين بارة بل كل ما عندنا هي يمين الغموس . وآمل أن يرتفع مستوى وسقف التعليقات مستقبلا ، بعيدا عن نمط التعليقات الموجهة بواسطة خلفيات مبيتة ، ومتعسفة خصوصا عندما تكون موضوعات المقالات مستفزة ،لهذه الخلفيات التي لا تستطيع تحمل الاستفزاز .
شتان بين إدانة الإسلام ، وإدانة منتسب له ، ولا أحتاج الانتظار مع منتظر للاقتناع بذلك
اترك تعليق