الموت يفاجئ تلميذا قدوة خلال فترة الاستراحة بثانوية معاذ بن جبل التأهيلية بوجدة
لم يكن التلميذ محمد عمراوي ، ذو ال 16 ربيعا ، القدوة في حسن السلوك ومكارم الأخلاق ، وهو يغادر مقر سكناه بحي كولوش ، شمال مدينة وجدة ، متوجها صباح يوم الأربعاء 18 ماي الجاري إلى ثانوية معاذ بن جبل التأهيلية التي لا تبعد سوى ببضعة أمتار عن منزله ، حيث يتابع دراسته بها بجذع مشترك علمي ، وهو مستعد بما فيه الكفاية لاجتياز فرض كتابي ، ( لم يكن ) يدري أن الموت يتربص به ويتأهب للانقضاض عليه ، ويحرمه من تحقيق حلم طالما رسم من خطط لتحقيقه ، ويتمثل في النجاح بتفوق رغم مرض ‘ بهجت B 7 ‘ المزمن النادر الذي كان يتحمل آلامه في صبر وصمت .
قبيل أن يدق الجرس معلنا فترة الاستراحة الصباحية كالمعتاد في حدود التاسعة وخمسين دقيقة ، سبقه المنون ليقرع انطلاقة نهاية عمر شاب يافع في مقتبل العمر ، وباشر المرض مهمته في الفتك بجسمه الرشيق ، فذبلت شفتاه واصفر وجهه إيذانا بالرحيل ، فاستند على كتف أحد زملائه قبل أن يهرع إداريان كانا في المكان المناسب إلى إسعافه والإسراع به نحو أحد المكاتب الإدارية القريبة أين تمدد ، وبدأ يتقيأ دما غزيرا ، والتحق بالمكتب باقي الإداريين الذين حاولوا جاهدين تقديم ما اكتسبوه من معرفة في مجال الإسعاف ، إلا أنهم وقفوا عاجزين أمام هذه الحالة ، ولم يجدوا ما يفعلون غير الاستنجاد المتكرر بمصالح الوقاية المدنية ، في وقت بقي فيه التلميذ محمد يقظا وقد عرف مصيره المحتوم ، فرفع أصبعه وأدى الشهادة وظل يكررها إلى أن أغمي عليه .
منظر مؤثر يدمي القلوب وتقشعر له الأبدان ، ووقف والده أمامه مندهشا بعد أن شلت حركته ، ولم ينبس ببنت شفة ، إنما عبر عن معاناته بدموع غزيرة انهمرت على خديه مدرارة لتمتزج مع دم ابنه الدافئ الذي غمر المكان ، وحملت عناصر الوقاية المدنية جسدا ضامرا أنهكته سكرات الموت ، ليلفظ أنفاسه الأخيرة على متن سيارة الإسعاف قبل أن تصل إلى وجهتها صوب المستشفى الفارابي .
خبر مشؤوم نزل كالصاعقة ليحطم هدوء ثانوية معاذ بن جبل وجارتها إعدادية عقبة بن نافع ، فذرف الكثير من التلاميذ الدموع لفقدان زميل لهم لم يعرف عنه إلا طيب المعاملة وطهارة النفس ونقاء القلب ، وبلغ التأثر ذروته لتخر بعض الفتيات مغمى عليهن تباعا ، حيث سجلت أكثر من عشر حالات إغماء في صفوفهن ، بل ولم تتمالك إحدى الأستاذات نفسها فانغمست هي أيضا في البكاء .
وخيم صمت رهيب مشوب بالحزن والكمد بهاتين المؤسستين التعليميتين ، وهب طاقمهما الإداري والتربوي ومعهما عموم التلميذات والتلاميذ ، زرافات ووحدانا ، إلى منزل الفقيد لتقديم العزاء لأفراد أسرته ومواساتهم ، بعد أن نظموا عملية اكتتاب تضامنية لمساعدة والده المكلوم ، وهي العملية التي خففت نوعا ما من حدة وقع اختطاف الموت لهذا الشاب الذي يعتبر الابن البكر ، والذي ، دون شك ، سيفتقده كثيرا شقيقاه الإثنان .
تعازينا القلبية لأفراد أسرة المرحوم محمد عمراوي ، راجين من الله عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ، وأن يدخله فسيح جنانه ، وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان ، و ” إنا لله وإنا إليه راجعون ” .
عبد القادر بوراص
hada kaye9ra fOkba kent temma min Mat
هذا التلميذ من مؤسسة عقبة بن نافع و ليس معاذ بن جبل ,,, المرجو تصحيح الخطأ