أبو العلاء المعري/ وجدة البوابة: “الكلب من لايعرف للكلب سبعين اسما”
دخل يوماً أبو العلاء المعريّ على الشريف المرتضى، فعثر برجل فقال الرجل: مَن هذا الكلب؟ فقال أبو العلاء: الكلب من لا يعرف للكلب سبعين اسماً.
قلت: وقد تتبعت كتب اللغة، فحصلتها (أكثر من ستين اسماً): ونظمتها في أرجوزة ” التبرّي من معرّة المعري ” وهي هذه:
للّه حمدٌ دائمٌ الوَلِيّ … ثمّ صلاتُه على النبي
قد نُقِلَ الثقاتُ عَن أبي العُلا … لما أتى للمُرتَضى ودخلا
قال له شحصٌ بهِ قَد عَثَرا … من ذلِكَ الكلبُ الذي ما أبصَرا
فقال في جوابه قولاً جلِي … مُعَبِّراً لذلك المجهّلِ
الكلبُ من لَم يَدرِ من أسمائِهِ … سبعينَ مومياً إلى علائِهِ
وقد تَتَبّعتُ دَواوينَ اللُغَه … لَعَلّني أجمعُ من ذا مَبلَغَه
فجئتُ منها عدداً كثيراً … وأرتجي فيما بقي تيسيرا
وقد نظمتُ ذاك في هذا الرجز … ليستفيدَها الذي عنها عجز
فسمّهِ هُدِيتَ بالتبرّي … يا صاحِ من معرّةِ المعرّي
من ذلكَ الباقِعُ ثم الوازِعُ … والكلبُ والأبقَعُ ثم الزارعُ
والخيطَلُ السخامُ ثم الأسدُ … والعُربُج العجوزُ ثم الأعقدُ
والأعنقُ الدرباسُ والعَمَلّسُ … والقُطرُبُ الفُرنيُّ ثم الفَلحَسُ
والثَغِم الطَلقُ مع العواءِ … بالمدّ والقَصرِ على استواء
وعُدَّ من أسمائِهِ البصيرُ … وفيهِ لغزٌ قالَه خبيرُ
والعربُ قد سمّوهُ قدماً في النفيرِ … داعي الضمير ثم هانىء الضمير
وهكذا سموه داعي الكَرَمِ … مشيدَ الذكرِ متمّمَ النعَمِ
وثمثَمٌ وكالبٌ وهبلَعُ … ومُنذِرٌ وهجرَع وهَجرَعُ
ثم كُسَيبٌ علَم المذكّرِ … منه من الهمزةِ واللام عَرِي
والقَلَطِيُّ والسلوقِيُّ نِسبَه … كذلك الصينيُّ بذاك أشبَه
والمُستَطيرُ هائجُ الكلابِ … كذا رواهُ صاحبُ العُبابِ
والدرصُ والجروُ مثلّثُ الفا … لوَلَدِ الكلبِ أسامٍ تُلفى
والسمع فيما قاله الصوليُ … وهو أبوُ خالدٍ المكنِيُّ
ونقَلوا الرُهدون للكلابِ … وكلبةٌ يُقالُ لها كَسابِ
مثلُ قطامِ علماً مَبنِيّاً … وكسبةٌ كذاك نقلاً رُوِيا
وخُذ لها العولَقَ والمُعاوِيَة … ولَعوة وكُن لذاكَ راوِيه
وولدُ الكلبِ من الذيبَة سمّ … عُسبورةً وإن تُزِل حالَم تُلَم
وألحَقوا بذلِكَ الخَيهَفعى … وأن تُمَدَّ فهو جاءَ سمعا
وولدُ الكلبِ من ذيبٍ سُمي … أو ثعلبٍ فيما رَوَوا بالديسَمِ
ثمَّ كلابُ الماءِ بالهراكِلَه … تُدعى وقِس فرداً على ما شاكََلَه
كذاكَ كلبُ الماءِ يَدعى القُندُسا … فيما له ابنُ دحيةٍ قَدِ ائتَسى
وكلبةُ الماءِ هيَ القضاعَه … جميعُ ذاك أثبتوا سَماعَه
وعدّدوا من جنسهِ ابنَ آوى … ومَن سُماه دألٌ قد ساوى
ودُئِلٌ ودُؤلٌ والذُألان … وافتَح وضُمَّ معجَماً للذُألان
كذلك العِلوضًُ ثم النوفَلُ … واللعوَضُ السرحوب فيما نَقَلوا
والوَعُّ والعلوشُ ثم الوَعوَعُ … والشغبَر الوأواءُ فيما يُسمَعُ
هذا الذي من كُتُبٍ جمعتهُ … وما بدا من بعدِ ذا ألحَقتهُ

اترك تعليق